السهر يضيع صيامك.. انجز مهامك بدون كسل فى رمضان
اسم الكاتب :
سرايا - بالرغم من أن شهر رمضان الكريم شهر النشاط والصحة إلى أننا نجد أن الصائم ينتابه في كثير من الأحيان حالات من الكسل والخمول أثناء فترة النهار تطارده في العمل وتطارده إلى أن يعود إلى المنزل لا يستطيع أن يقوم بأي نشاط آخر سوى النوم للاستيقاظ على آذان المغرب.
ويشير الأطباء إلى أن الخمول بصفة عامة ينتج من ارتفاع الرطوبة والحرارة في فصل الصيف ويزداد شعور معه الشعور بالكسل مما يعمل علي تقليل نشاطه وعدم القدرة علي انجاز مهامه.
نمط حياة مختلف
وتشير د. جمالات مجاهد استشاري أمراض الباطنة إلى أن شهر رمضان يرتبط في ذهن الكثيرين بالسهر ليلاً والنوم نهاراً مع حدوث تغيير سريع في نمط تناول الطعام, تصاحبه بعض التغيرات العضوية في الجسم.
ويتسبب السهر في الخمول والنعاس وتقلب الحالة المزاجية خلال فترة النهار , كما أن هناك بعض العوامل التي قد تؤثر علي فسيولوجية النوم ومنها تغير نمط ومواعيد ونوعية الأكل الفجائية من النهار إلي الليل, وهذا يؤدي إلي زيادة حرارة الجسم خلال الليل ونقصها خلال النهار مما يزيد من الشعور بالنوم خاصة في حالة زيادة الأكل أثناء الإفطار والسحور, لأنه يؤدي إلي شلل مؤقت والإحساس بالانتفاخ والألم, وعدم إفراز العصارات الهضمية وبالتالي عدم الهضم، بحسب جريدة "الأهرام".
وتنصح د. جمالات مجاهد بضرورة تناول كمية من الخضراوات والفاكهة لتنشيط الجهاز العصبي في أثناء النهار وعدم الشعور بالصداع, وضبط مواعيد النوم والاستيقاظ خلال فترة الصيام حتى لا يغلب علينا النعاس.
نشاط أطفالك
وتنعكس المأكولات الدسمة أيضاً على نشاط الأطفال الطبيعي وتبعث بهم الكسل ، ويوضح الدكتور "صبحي الشيشي" أستاذ التغذية بجامعة قناة السويس أن الوجبات الدسمة تؤثر علي النشاط الذهني والجسمي وتدفع إلي الخمول والكسل لذلك يفضل اختيار برنامج غذائي يعتمد علي سعرات حرارية منخفضة, والبدء بتناول الشوربة الدافئة و عصير فاكهة, مع الاهتمام بسلاطة الخضراوات مضافا إليها قليل من الخل للإحساس بالشبع لمدة طويلة, والحرص علي تناول الأطعمة الغنية بالألياف, والبروتينات, ويفضل تناول المشويات والابتعاد عن الأطعمة الحريفة التي تسبب اضطرابات بالمعدة, والمخللات مع عدم الإسراف في الحلويات ، مع الاهتمام بتناول الأبناء للتمر باستمرار نظراً لقيمته الغذائية العالية، وأن تكون وجبات السحور خفيفة كالزبادي والفول.
وبصفة عامة ينصح الأطباء بضرورة احتواء الطعام علي عنصر الكبريت والذي يوجد في اللحوم والطيور والأسماك والبيض ومنتجات الألبان والبصل والثوم، ويعد الكبريت ثالث أكبر معدن في جسم الإنسان حيث يحتوي علي 14 جراماً منه.
ويساعد عنصر الكبريت علي استعمال طاقة الجسم وإخراج المواد الضارة منه ويعد مضاد طبيعيا للأكسدة ومنشطا للمناعة ويحافظ علي السائل الزجاجي للعين والكولاجين الموجود بالبشرة وينشط عمل هرمون الأنسولين، مضيفا أن عنصر الكبريت هام لتخثر الدم ويساعد في عمل بعض الأنزيمات وتكوين الأحماض الأمينية والميلانين الملون للجلد والشعر.
ابتعد عن اللهو
وأوضح شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي خلال أحد الفعاليات الإسلامية السابقة أن رمضان هو شهر العمل والعبادة لا الكسل وتعطيل مصالح الناس ، لافتاً الانتباه إلى ما في شهر رمضان من معان سامية وروحانيات عالية وجد و اجتهاد.
وأشار شيخ الأزهر إلى أن المسلمين مأمورون بأن يلتزموا في عباداتهم بالغايات السامية من هذه العبادات التي هي طاعات وصلات وروحانيات وتهذيب وترقية وسمو بالنفس بما ينعكس بالخير على الإنسان وعلى المجتمع كما أن هدايته تمتاز بالتمام وبالوضوح.
وحذر وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق من الانحراف بشهر الصوم عن المراد الذي جعله الله منه، وقال: الصيام لون من ألوان العبادة الخالصة لله تعالي وهو ليس مجرد أداء لشعائر العبادة وإنما يجب أن يكون عملاً خالصاً صالحاً ينفع الإنسان وينفع المجتمع.
الإسلام دعا إلى الاستمتاع ولكن دون الانغماس في اللهو طوال الليل في الخيام الرمضانية وتعطيل الأعمال في النهار بالكسل والخمول كما هو حال كثير من الموظفين الذي تحول الشهر على أيديهم لتراجع العمل والإنتاج, وإنما هو فرصة للسمو بالروح والتواصل والتراحم والمراجعة وإتقان العمل والالتزام بالصالحات من الأعمال