الحقيقة
** هناك في حياة كل إنسان أناس هم بالنسبة له بعد الله مصدر فخر واعتزاز..
مصدر مشورة واستنارة ومتكأ فكر وخبرة وتجارب، يعول عليهم في الملمات
و «الطوارئ» وتقلبات الحياة، وخذلان بعض الأحياء.
** قد يكون هذا متوافرا من خلال مجموعة من الناس الصفوة.. الناس الأنبل.. الناس
الأخيار، وقد تجد «جماعة» في إنسان واحد توافرت فيه أسمى القيم
والخصال الإنسانية الحميدة، فيه من النخوة ينابيع لا تنضب، ولا تنتظر التوجيه،
دفق إنسانيتها طبع بغير تكلف، ومبادراتها سجية تتحرك ببوصلة الشعور
وعمق المشاعر نحو مواطن الواجب ـ خافيها وظاهرها ـ بحس واستشعار إنساني متفرد،
حباه الله لهذا النموذج من الناس الإنسانيين.
** وبرغم كل هذا تسعى جاهدا بكل ما في وسعك وحرصك وتفانيك أن تذهب بما قد
يعتريك أو يواجهك أو يفاجئك أو يؤلمك.. تذهب بعيدا.. بعيدا بمعاناتك عن هذا النموذج
بكل ما فيه من عزوة ونخوة وإنسانية وشهامة، وبكل ما وهبه الله من رفعة ومكانة
وتقدير وقدرات ووجاهة.
** يحدث هذا لأنك تتمنى من أعماق أعماقك أن يبقى هذا النموذج الرفيع نجما ساطعا
في سماء المحبة الخالصة في الله، تتأمله، تفخر به، تتابعه بحب وإعجاب وتقدير واعتزاز،
تتمنى كل ذلك وسواه حتى لا تتحول في عداد النفعيين و «المصلحجيين» والمستغلين،
والمستضعفين، والوصوليين والمرتزقين.
** ومتى ما حدث ما يخالف حرصك وأملك وتمنيك وتحفظك وحيطتك، فإنك لا تلبث أن
تتحول إلى حطام وشظايا وانكسار نفسي وجسدي.. والله من وراء القصد.
تأمـــــــــــل:
عندما ينهار احترام الحقيقة أو حتى يهون قليلا، فكل الأشياء تبقى عرضة للشك